عبقرية البرغوث ليونيل ميسي تقترب من المغيب، بعد سنوات عاشتها
عبقرية البرغوث ليونيل ميسي تقترب من المغيب، بعد سنوات عاشتها كرة القدم مستمتعة بها، يشغلنا جميعاً سؤال: من يا ترى يكون الوريث الشرعي لهذا الجنون الذي أصاب الناس، وما أرادوا أن يشفوا منه؟
مرة قالوا، إنه الفرنسي كيليان مبابي، وأخرى أنه البرازيلي فينيسيوس جونيور، ولا أحد من هذين اللاعبين أتى بسحر ميسي نفسه، إلى أن أطل الشاب الأسمر لامين جمال، والإسبان ينادونه بيامال، لأنهم تعودوا نطق «الجيم» «ياء»، فما كان من بد، ونحن نشاهد هذا الفتى في سن السابعة عشرة من عمره، يقدم عبقريته وجموحه وموهبته للناس، أن نعقد مقارنة بينه وسلفه ليونيل ميسي.
صحيح أن الاثنين خرجا من ثكنة «لاماسيا» التي تنتج بلا هوادة «فلتات» هذا الزمان، لكن ليس هذا فقط، ما يربط لامين بلونيل، هناك كثير من المشتركات التي تجعلنا نقول جازمين، إن يامال قدّم نفسه وريثاً شرعياً لميسي، وقدم دلائل هذا النبوغ، في الوصول بالأداء الفردي إلى مداه الإعجازي، في مباراة برشلونة وإنتر ميلان في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، التي انتهت متعادلة بثلاثة أهداف لكل فريق، وباتت مرجعاً في ملحمية الأداء الجماعي الذي من أجله نعشق كرة القدم.
في تلك المباراة بالذات، احتفى يامال بمئويته الأولى مع برشلونة، بتقديم فاصل من الخوارق الفردية، التي جعلتنا جميعاً نقف مبهورين بسحره وعبقريته، بل جعلت مدربه الألماني فليك يصفه بالعبقري، وذهب إنزاجي مدرب الإنتر إلى القول إن كرة القدم لا تجود بمثل لامين سوى مرة واحدة كل خمسين سنة.وطبعاً عندما نقيم المقارنات الجائزة لا المستحيلة بين يامال وميسي، فإننا نحترم ما يوجد من فوارق في السياقات الزمنية، وفي التوظيفات التكتيكية، ونؤسس هذه المقارنة على قواعد فنية وإبداعية وسلوكية، لطالما أن الضغط الكبير الذي يُوضع اليوم على كتفي لامين يامال، وقد أمنته كرة القدم على الإرث الثقيل للأسطورة ليونيل ميسي، يحتاج إلى ذهنية حديدية تصون الإبداع الجنوني من أن يتبخر في الهواء.
لا خلاف على أن لامين المرشح لأن يكون أسطورة زمانه، بكل مقاييس العبقرية، هو منتج خالص لأكاديمية «لاماسيا» ببرشلونة، إلا أن جيناته الأفريقية، وهو المنحدر من أب مغربي، وأم غينية استوائية، تجعل منه خليطاً سحرياً لمكونات فريدة من نوعها، هي سر هذا النبوغ لفتى أراده المغاربة أن يكون أسداً بين أسودهم الأطلسية، على غرار ما حدث مع زملاء له في «لاماسيا» مثل أدم أزنو، إلا أنه اختار أن يكون مع منتخب «لاروخا»، فجعل منه ذلك بطلاً لأوروبا، وهو لم يكمل بعد عقده السابع عشر.
أياً كان الانتماء، مغربياً أم غينياً استوائياً أم إسبانياً، فلامين هو عنوان الذهول الذي نعشقه، وهو ابن المتعة التي نتعقبها، وهو الوارث الشرعي لعبقرية ميسي.
نقلاً عن الاتحاد الإماراتية